بازگشت

گروه: غيبت
 
 
مرکز پاسخگو:مركز ابحاث العقائديه
موضوع اصلي:امام زمان (ع)
موضوع فرعي:غيبت حضرت ولي عصر(ع)و اثبات امامت
سؤال:الاخوة القائمين علي هذا المركز: تحية طيبة وشكرا علي هذه الجهود الجبارة التي تقومون بها لترويج مذهب أهل البيت عليهم السلام.
قد يثير البعض شبهة حول الادلة العقلية التي نستدل بها في اثبات الامامة من خلال الاحتجاج بغيبة مولانا صاحب الامر عجل الله تعالي فرجه، وكمثال علي ذلك: حينما نمر بذكر الادلة التي ساقها أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم الكرام في اثبات الامامة وأنها ضرورة عقلية، في باب الاضطرار الي الحجة من كتاب الحجة في أصول الكافي: نري أن الائمة عليهم السلام وأصحابهم قد احتجوا بأنه لابد للناس من امام يكون حجة بعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم، ويكون سفيرا لله عزوجل يدل الناس علي منافعهم ومصالحهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم، وأنه لابد للناس من امام يردون اليه شكهم وحيرتهم.
وبما أن الامام المهدي ـ عجل الله تعالي فرجه ـ غائب فلا يمكنه القيام بتلك الوظائف ـ أي أنه لا يدل الناس علي مصالحهم ولا يستطيع الناس رد حيرتهم وشكهم اليه، بل يردونها الي العلماء وهنا لا يختلف الشيعة عن السنة فهم أيضا يردون مسائلهم الي علمائهم.
وبالنتيجة لا يمكن الاعتماد علي هذه الادلة العقلية في اثبات الامامة، اذ لو اعتمدنا عليها لابطلنا امامة الامام المهدي عجل الله تعالي فرجه، ولو قلنا بامامته ـ مع غيبته ـ فلا يصح الاستدلال بتلك الادلة السابقة أرجو أن أجد لديكم الاجابة الشافية للرد علي تلك الشبهة.


جواب:

وبعد ؛ انّ الادلّة العقليّة الّتي أشرتم إليها هي صحيحة لا محيص منها كما ذكر في محلّه ؛ ولكن يجب التنبّه إلي مفادها فهي تأخذ علي عاتقها اثبات وجود الامام في الكون ؛ وهذا اعمّ من الامام الحاضر والغائب فعلي سبيل المثال دليل الاحتجاج بوجود الامام عليه السلام يستنتج منه وجوده فقط لا وجوده الحضوري ؛ فالغيبة لا تنفي مصلحة وجوب وجود الامام عليه السلام ، والامامة والهداية لا تنحصر بحال الحضور فمثلاً الهداية التكوينيّة لا علاقة لها بالحضور أو الغيبة بل ترتبط بمجرّد وجود الامام عليه السلام .

نعم أنّ صفة الغيبة تضع عراقيل في طريق الاتّصال بالحجّة عليه السلام من جهة عدم بسط يده وعلمه وامامته الظاهريّة ؛ وهذا وان كان مورداً للقبول عند كافّة الشيعة ، إلاّ انّه لمّا لم تكن العلّة في الغيبة علي عاتقه عليه السلام فالمسؤوليّة في هذا المجال تبقي مع الناس .

وبعبارة أوضح لو كانت المصالح تقتضي ـ ومنها تلقّي الوسط العام من المجتمع قبول الإمام عليه السلام ـ لما استمرّت الغيبة طوال هذه الفترة المديدة ، وهذا معني كلام بعض العلماء رحمهم الله : وجوده لطف وتصرّفه لطف آخر وعدمه منّا .