جواب:
وبعد ؛ انّ الادلّة العقليّة الّتي أشرتم إليها هي صحيحة لا محيص منها كما ذكر في محلّه ؛ ولكن يجب التنبّه إلي مفادها فهي تأخذ علي عاتقها اثبات وجود الامام في الكون ؛ وهذا اعمّ من الامام الحاضر والغائب فعلي سبيل المثال دليل الاحتجاج بوجود الامام عليه السلام يستنتج منه وجوده فقط لا وجوده الحضوري ؛ فالغيبة لا تنفي مصلحة وجوب وجود الامام عليه السلام ، والامامة والهداية لا تنحصر بحال الحضور فمثلاً الهداية التكوينيّة لا علاقة لها بالحضور أو الغيبة بل ترتبط بمجرّد وجود الامام عليه السلام .
نعم أنّ صفة الغيبة تضع عراقيل في طريق الاتّصال بالحجّة عليه السلام من جهة عدم بسط يده وعلمه وامامته الظاهريّة ؛ وهذا وان كان مورداً للقبول عند كافّة الشيعة ، إلاّ انّه لمّا لم تكن العلّة في الغيبة علي عاتقه عليه السلام فالمسؤوليّة في هذا المجال تبقي مع الناس .
وبعبارة أوضح لو كانت المصالح تقتضي ـ ومنها تلقّي الوسط العام من المجتمع قبول الإمام عليه السلام ـ لما استمرّت الغيبة طوال هذه الفترة المديدة ، وهذا معني كلام بعض العلماء رحمهم الله : وجوده لطف وتصرّفه لطف آخر وعدمه منّا .
|