جواب:
الاخ : ابو جعفر المحترم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد ؛ بالنسبة الي الايمان بالله تعالي فللعقل مجال في أن يحكم به ، واما بالنسبة الي الايمان بالرسالة والرسول والامام فليس للعقل مجال في أن يحكم به بل الشارع المقدس هو الذي يحكم بهنّ ، نعم العقل يكشف عن حكمة من ارسل رسولا ، وحكمة من نصّب إماما ، وحكمة من وضع شرايع للناس ، وحكمة من حصر الائمة (عليهم السلام) في الاثني عشر . ثم إن الله سبحانه وتعالي وعد ـ ووعده الحق ـ بان يظهر دين الاسلام علي كل الكرة الارضيّة بقوله : ( هو الذي ارسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كلّه ولو كره المشركون ) التوبة : 33 ، وهذا الوعد لم يتحقق في زمن النبي (ص) ولا في زمن الائمة (عليهم السلام) فهنا العقل يحكم بأنّ مثل هذا المشرّع الحكيم لابد وان يجعل للثاني عشر من الائمة (عليهم السلام) أمراً يحقق به ما وعد ، وبما ان الامام الثاني عشر كان مطالباً من قبل الحكم الجائر في زمانه حتي يقتل ولا يتحقق وعد الله تعالي فالله سبحانه وتعالي كان مخيرا بين امرين بين ان يميته ثم يحييه حياة ثانية في الدنيا وبين ان يطيل عمره ، وحيث أن الامامة الالهية ليست فائدتها منحصرة في بيان الاحكام بل ان وجود الامام (عليه السلام) واسطة لنزول الرحمة الالهية علي الخلق ، فاقتضت الحكمة الالهية ان تكون لهذا الامام حياة طويلة في الغيبة لا في الحضور حتي لا يبتلي بما ابتلي به آباؤه الطاهرون من تعقيب وسجن ثم استشهاد علي يد الظالم وان هذه الحياة في الغيبة تمتد الي حين يأذن الله سبحانه وتعالي بحكمه ولطفه ان يظهره بعد غيبته وبه يظهر دينه علي الدين كلّه وهذا كله مما يدركه العقل .
|