بازگشت

گروه: مهدويت
 
 
مرکز پاسخگو:مركز ابحاث العقائديه
موضوع اصلي:امام زمان (ع)
موضوع فرعي:تشبيه حضرت مهدي (ع) به پيامبر (ص)
سؤال:الاساتذة والعلماء الكرام والافاضل
اود ان أسئلكم عن الحديث الذي يدعيه أهل السنة عن الامام المهدي (عج): (اسمه اسمي واسم ابيه اسم أبي)
فمن ناحية السند، هل كل هذه الاحاديث صحيحة ؟
هل هي متواترة عندهم ام من الآحاد، واذا كانت من الآحاد فالي من تنتهي؟ وماذا يقول فيه ائمة الحديث من السنة والشيعة؟ الرجاء اعطاء بعض الامثلة والنصوص
ولكم جزيل الشكر



جواب:

الأخ أحمد جعفر المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ هناك عدة أحاديث مختلفة الألفاظ متحدة المعني في تحديد اسم أب المهدي عليه السلام ألا و هو ( عبدالله ) ، كاسم أب النبي صلّي الله عليه وآله .

ونود الإشارة إلي أنّ بعض هذه الأحاديث قد رواها علماء الشيعة أنفسهم لاإيماناً بها ؛ لأنّها مخالفة لأصول مذهبهم ، وإنّما لأمانتهم في نقلها من كتب أهل السنّة من دون تحريف أو حذف ، إمّا لإمكان تأويلها بما لايتعارض وأصول المذهب ، وإمّا للتدليل علي أمانتهم وإيقاف الناس علي تلك الأحاديث ومناقشتها من قبيل قرع الحجّة بالحجّة ، وهي :

الحديث الأوّل :

لاتذهب الدنيا حتي يبعث الله رجلاً من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي و أهم من أخرج الحديث ابن أبي شيبة ، والطبراني ، والحاكم من طريق عاصم ابن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلّي الله عليه وآله ، كلّ بإسناده إلي عاصم بن أبي النجود ( المصنّف / ابن أبي شيبة 198:15 / 19493 ، المعجم الكبير / الطبراني 163:10 / 10213 و 10 : 166/10222 ، مستدرك الحاكم 442:4 ) .

ورواه أيضاً المجلسي من الشيعة ، عن الإربلّي ، ونقله الأخير عن كتاب الأربعين لأبي نعيم الإصبهاني ( بحار الأنوار / المجلسي 51 :82/21 عن كشف الغمّة / الإربلّي 261:3 ، والأخير عن الأربعين لأبي نعيم ) .

الحديث الثاني :

لاتقوم الساعة حتي يملك الناس رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي .

والذي روي هذا الحديث أبوعمر الداني ، والخطيب البغدادي ، وقد أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود أيضاً ـ كالطريق السابق ـ عن ابن مسعود ( سنن أبي عمرو الداني : 94 ـ 95 ، تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي : 370:1 ) ، ولم يروه أحد من الشيعة .

الحديث الثالث :

المهديّ يواطئ اسمه اسمي ، واسمُ أبيه اسم أبي .

وأهم رواته من أهل السنّة : الخطيب البغدادي ، وابن حجر ، وقد أخرجاه من طريق عاصم أيضاً عن ابن مسعود ( تاريخ بغداد : 391:5 ، وقد وقع في سنده كلّ من : أبونعيم ، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن حماد ، فهؤلاء كلّهم من رواته أيضاً ، القول المختصر / ابن حجر : 4/4 ـ رواه مرسلاً ) . ورواه ـ من الشيعة ـ ابن طاووس نقلاً عن ابن حماد ( الملاحم / ابن طاووس : 74 باب / 162 ، عن ابن حماد ) .

وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهم ما روي في هذا الشأن ، ومصادرها المذكورة هي الأساس لجميع من تأخر من العلماء الذين أوردوا تلك الأحاديث باختلافات يسيرة لفظاً ، مع التقاء أكثر أسانيدها بعاصم بن أبي النجود ، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتصل به عاصم .

وعليه أوّل ما يلاحظ علي هذه الأحاديث الثلاثة أنّها لم تخرج في الصحيحين : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وعلي مبني المنكرين فلايحق لهم الاحتجاج بهذه الأحاديث علي وجود الاختلاف والتناقض في مسألة تحديد اسم أب المهدي عليه السلام . هذا مع عدم إيماننا بصحّة هذا المبني ؛ لأنّ الصحيح باتفاق جميع العلماء من أهل السنّة علي أقسام ، ومن أقسامه : ما لم يخرجه الشيخان وهو علي شرطهما ، وخير كتاب حديثي يمثل هذا القسم من الصحيح هو ( مستدرك الحاكم ) .

كما أن هذه الأحاديث الثلاثة لم يروها كبار الحفّاظ من المحدّثين كأحمد والترمذي مع تصريح غيرهما بأنّ الأكثر علي رواية (واسمه اسمي فقط) من غير هذه الزيادة : (واسم أبيه اسم أبي) .

وصرّح بعض من روي تلك الزيادة بأنّها غير موجودة في كتب الحفّاظ . قال في عقد الدرر بعد روايته الحديث عن أبي داود : أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم ، منهم الإمام أبوعيسي الترمذي في جامعه ، والإمام أبوداود في سننه ، والحافظ أبوبكر البيهقي ، والشيخ أبوعمرو الداني كلّهم هكذا (عقد الدرر / المقدسي الشافعي : 27 باب 2) وليس فيه (واسم أبيه اسم أبي) .

ولايمكن أن يكون هؤلاء الأئمة من الحفّاظ لاعلم لهم بهذه الزيادة المروية من طريق عاصم بن أبي النجود ، مع أنّهم رووا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه ، وهذا يدلّ ـ علي الأقل ـ علي عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة ، و إلاّ لما أعرضوا عنها ولا يتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً . خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهميتها في النقض علي ما تدّعيه الشيعة .

ومن هنا يتبيّن أنّ عبارة ( واسم أبيه اسم أبي ) كانت من وضع أحد الرواة عن عاصم ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّد بن عبد الله بن الحسن المثني ، أو محمّد ابن عبدالله المنصور الخليفة العباسي .

ومن هنا يتضح أنّ حديث (واسم أبيه اسم أبي) لايصحّ ـ في حسابات فن الدراية ـ أن يكون متعارضاً مع ما تعتقده الشيعة في اسم أبي المهديّ عليه السلام المروي بعشرات الروايات من طريق الطرفين ، وبأقوال الكثير من علماء أهل السنّة ، و المؤيد بحديث : (اسمه اسمي) المروي عن عليّ عليه السلام وابن مسعود ، وأبي سعيد ، وحذيفة ، وسلمان ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وأمّ سلمة ، وغيرهم ، و المعتضد بحديث : الأئمة اثناعشر و كلّهم من قريش المتفق علي صحته ، زيادة علي إطباق كلمة أهل البيت من لدن عليّ بن أبي طالب وإلي الحسن العسكري عليه السلام علي ذلك، وهذا ما يجعل حديث : (واسم أبيه اسم أبي) ليس بقوة ثبوت الحديث الآخر ، الذي يجب طرحه أو تأويله .