جواب:
الاخ ابو الزين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد يبالغ أحياناً في قتل الامام المهدي (عليه السلام) للأعداء والظلمة , ولكن هذا لا يلائم مع مجموع ما روي عن حياته وسيرته وتصرفاته في دولته الكريمة , فالواجب علينا أن نبحث في هذا المجال بنظرة عامة لا من زاوية ضعيفة , وعلي سبيل المثال تذكر بعض الروايات عن أن العدو اللدود الذي يقابله هو السفياني , ولكن نفس هذه الروايات تؤكد أن الامام وبعد انتصاره علي هذا الشخص ومن ثم وقوعه في الأسر يطلق سراحه بعد ما يتظاهر السفياني بالندم والتوبة , ثم في المرحلة الثانية وبعد أن يعلن السفياني الحرب مرة أخري في وجه الامام (عليه السلام) ويواجهه (عليه السلام) بجيشه فينهزم ويقع في الأسر ويظهر الندامة ثانية , يستشير الامام أصحابه في أمره وهم يشيرون بقتله , فتري أنه (عليه السلام) لا يستقل في الحكم بقتله , ثم هل هذا يتفق مع ما ذكروه من شدته وغلظته في القتل ؟!
نعم قد يضطر الامام (عليه السلام) لأن يواجه الاعداء والمناوئين بصلابة , وذلك حفظاً منه علي كيان الدولة الاسلامية , وهذا أمر طبيعي , وليس معني الرحمة والشفقة هو الرفق الذي يؤدي إلي انهيار أركان الحكومة .
ويشهد لهذا الموضوع ما جاء في تشدد النبي (صلي الله عليه وآله) وأصحابه الاتقياء في تطبيق الدين ومجابهة الكفر والنفاق : ( أشداء علي الكفار ) , ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ) , مع أنّ المنافقين قد أظهروا الاسلام.
وبالجملة , فالمسألة ليست كما يتصورونها أو يصورونها , بل مواجهة الكفر والنفاق والانحراف قد يسبب عند جماعة من الناس ـ وهو تعبير متداول يشير إلي الخط المنحرف عن الامامة ـ الانزعاج والانفعال , وهذا وقع محيص عنه , ولكن هل هذا يدل علي نقمته (عليه السلام) علي المؤمنين ؟!
|