بازگشت

گروه: امامت
 
 
مرکز پاسخگو:مركز ابحاث العقائديه
موضوع اصلي:امام زمان (ع)
موضوع فرعي:شرايط زمان ظهور حضرت مهدي (ع)
سؤال:وفقكم الله لنصرة هذا المذهب الجعفري الحق ولي سؤال حرت فيه واطلب المساعدة منكم علي فهمه لو تكرمتم علي بذلك ولله الشكر ان فعلتم.
جاء في كتاب الغيبة للنعماني في صفحة 154 في حديث أورده يقول قال أبو جعفر (ع): (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وبقضاء جديد علي العرب شديد ليس شأنه الا السيف لا يستتيب أحدا ولا يأخذه في الله لومة لائم الحديث...).
وسؤالي هو: هل هذا الحديث صحيح؟ وما معني قوله (ع) يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وبقضاء جديد...؟ وأي أمر عني (ع) هنا وأي كتاب وأي قضاء ؟
هل هو غير الامر الذي نحن عليه أو غير القضاء الذي نقتضي به نحن هنا وفي هذا الزمان او غير الكتاب الذي بين أيدينا ؟
أفيدونا وفقكم الله في هذا الامر وجزيتم خيرا.



جواب:

الأخ شاهر المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أوّلاً : ليس لهذا الحديث سند معتبر بل فيه ضعف .
ثانياً : إنّنا إذا لاحظنا الأحكام الإسلاميّة في عصر الغيبة ، وهو عصر يبعد عن مصدر التشريع الإسلامي ، وأخذنا بنظر الاعتبار من حيث وجودها النظري والتطبيقي نجد فيها أربعة موارد من النقص والقصور :
الأوّل : الأحكام الإسلاميّة التي لم تعلن للناس أصلاً ، بل بقيت معرفتها خاصّة بالله ورسوله والقادة الإسلاميين ، وبقيت مستورة عن الناس ، ومؤجّل إعلانها إلي زمن ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، وتطبيق العدل الكامل .
الثاني : الأحكام التالفة علي مرّ الزمن ، والسنة المندرسة خلال الأجيال ، ممّا يتضمّن أحكام الإسلام ومفاهيمه أو يدلّ عليها .
فإنّ ما تلف من الكتب التي تحمل الثقافات الإسلاميّة علي اختلافها بما فيها أعداد كبيرة من السنّة الشريفة والفقه الإسلامي ، نتيجة للحروب الكبري من التاريخ الواقعة ضدّ المنطقة الإسلامية ، كالحروب الصليبيّة ، وغزوات التتار و المغول وغير ذلك .... عدد ضخم من الكتب يعدّ بمئات الآلاف ، ممّا أوجب انقطاع الأمّة الإسلاميّة عن عدد مهمّ من تاريخها وتراثها الإسلامي ، واحتجاب عدد من الأحكام الإسلاميّة عنها .
الثالث : إنّ الفقهاء حين وجدوا أنفسهم محجوبين عن الأحكام الإسلاميّة الواقعيّة في كثير من الموضوعات المستجدّة ، والوقائع الطارئة علي مرّ الزمن ... اضطرّوا إلي التمسّك بقواعد إسلاميّة عامّة معيّنة تشمل بعمومها مثل هذه الوقائع ... إلاّ أنّ نتيجتها في كلّ واقعة ليست هي الحكم الإسلامي الواقعي ، في تلك الواقعة ، وإنّما هو ما يسمّي بالحكم الظاهري ، وهو يعني ما قيل من تحديد الوظيفة الشرعيّة للمكلّف عند جهله بالحكم الواقعي الأصلي .
وهذا النوع من الأحكام الظاهريّة أصبح بعد الإنقطاع عن عصر التشريع ، وإلي الآن مستوعباً لأكثر مسائل الفقه أو كلّها تقريباً ما عدا الأحكام الواضحة الثبوت في الإسلام . ومراد الفقهاء بقطعيّة الحكم هو قطعيّة الحكم الظاهري ، أي أنّ هذه الفتوي هي غاية تكليف المكلّفين في عصر الاحتجاب عن عصر التشريع .
الرابع : الأحكام غير المطبقة في المجتمع المسلم ، بالرغم من وضوحها وثبوتها إسلاميّاً سواء في ذلك الأحكام الشخصيّة العائدة إلي الأفراد ، أو العامّة العائدة إلي تكوين المجتمع والدولة الإسلاميّة ....
ومع وجود هذه الجهات من النقص والقصور في الأحكام الإسلاميّة خلال عصر الانفصال عن عصر التشريع ، يكون بوسع الإمام المهدي عليه السلام إكمال تلك النواقص التي أشرنا إليها ، وسيكون له تجاه كلّ نقص موقف معين .
أمّا بالنسبة إلي الأمر الأوّل فهو واضح كلّ الوضوح ، فإنّ الأمّة بعد بلوغها المستوي اللائق لفهم الأحكام الدقيقة المفصّلة ، وبعد أن كان الإمام المهدي عليه السلام هو الوريث الوحيد من البشر أجمعين لتلك الأحكام غير المعلنة ، يرويها عن آبائه ، عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم ، عن الله جلّ جلاله ، إذن يكون الوقت قد أزف لإعلان تلك الأحكام ، لتشارك في البناء العالمي العادل الكامل ضمن التخطيط العام الجديد بعد الظهور .
وأمّا بالنسبة إلي الأحكام التالفة فهو أيضاً واضح جداً ، فإنّ المفروض أنّ هذه الأحكام كانت معلنة في صدر الإسلام ، وإنّما كانت تحتاج المحافظة عليها وعدم إتلافها إلي مستوي معين من القدرة الدفاعية والشعور بالمسؤوليّة لدي المسلمين ، الذي كان قليلاً خلال أجيال المسلمين التي فقدت هذه الأحكام .
والإمام المهدي عليه السلام بالفهم الإمامي يكون عارفاً بهذه الأحكام عن طريق الرواية عن آبائه ، عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم ، عن الله عزّوجلّ .
وأمّا بالنسبة إلي الأمر الثالث فواضح أيضاً ، بعد الذي عرفناه من أنّ الأحكام الظاهريّة تعني تعيين تكليف الإنسان من الناحية الإسلاميّة ، ووظيفته في الحياة عند الجهل بالحكم الواقعي ، ذلك الجهل الناشئ من البعد عن عصر التشريع .
وأمّا إذا كان الفرد مطلعاً علي الحكم الإسلامي الواقعي ، فيحرم عليه العمل بالحكم الظاهري . والمهدي عليه السلام يعلن الأحكام الواقعية الإسلاميّة بأنفسها . وبحدّ تعبير ابن العربي في (الفتوحات المكيّة) : يظهر من الدين ما هو الدين ، عليه في نفسه ، ما لو كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم لحكم به .
وأمّا بالنسبة إلي عدم وصول بعض الأحكام الإسلاميّة إلي مستوي التطبيق في عصر ما قبل الظهور فيقوم الإمام المهدي عليه السلام بنفسه بتطبيق الأحكام العامّة ، فيؤسّس الدولة العالميّة العادلة الكاملة ، ويقوم بإدارة شؤونها .
وبعد أن اتّضح كلّ ما قلناه نعرف بكلّ جلاء ما هو المراد ممّا ورد من : أنّ الإمام المهدي عليه السلام يأتي بأمر جديد ، وسلطان جديد ...