جواب:
الأخ رؤوف المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛ أما قولك في ظهور الإمام عليه السلام هل هو رحمة أم نقمة ؟ فنقول لك : إنه رحمة ونقمة ، كما كان جده رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم حين دعوته المباركة ، فهي رحمة للمؤمنين إذ رّفهم الإسلام ودخلوا به وأنقذهم من الشرك والضلال ، وهو نقمة علي الكافرين والمشركين من قريش الذين قتلهم الله وانتقم منهم علي يده صلي الله عليه وآله وسلّم أمثال أبو جهل وعتبة وعمرو بن ود من طواغيت الجاهلية فانتقم الله منهم بنبيه ، فهل هذا إلاّ نصر الهي وفتح مبين ؟ كذلك هو قيام القائم وظهوره الشريف فهو نقمة علي الكافرين والمنافقين إذ سينتقم الله به من عتاة الجبارين بسيف الحق القويم وهو مصداق قوله تعالي : فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين . فلو كان الجهاد في سبيل الله تعالي ليفتح الله للمؤمنين بقتل الكافرين فهل في ذلك محذور ؟! وهو نقمة علي الكافرين ، وفي نفس الوقت فهو رحمة للمؤمنين . وقولك : سيسفك الدماء ! فانه عليه السلام لا يسفك إلاّ دماء الظالمين الجبارين ، فهل لدماء هؤلاء حرمة ؟ هل الذين قتلوا الأبرياء وأذاقوا الناس وبال الظلم وهتكوا الأعراض ، هل لدمائهم حرمة ، فلا تقل إنه سيسفك الدماء ، بل قل إنه سيثأر لله وللمظلومين والمحرومين والمستضعفين . علماً إنه عليه السلام في بعض الموارد قد يعفو لمصلحة هو يراها صلوات الله عليه وعلي آبائه إلاّ أنه لا يفرّط في حقوق الله وفي مظلومية المظلومين .
|